بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
أما بعدُ
فقد كثُر الجدال وسؤال الناس لي من داخل قطر وخارجها حولَ ما يثار الآن في "تويتر" عن شاب يمني، مشتغل بالأدب واللغة ويتظاهر بحب العلم والتراث، وأنا معرضٌ عن الكلام علناً في هذا الأمر لأسباب خاصة وعامة يطول شرحها، ومن يعرفني يعرف أني أبغض الجدال والخوض في الأشخاص والقيل والقال ولو كان بحق. ولأنّ الكشف عن حقيقته كاملةً قد يضر أناساً أبرياء كان يستغلهم هذا، فآثرتُ السكوت شفقةً على أولئك، ثم إنَّ الناس قد خاضوا في أمره وكثُر اللَغَط، وزاد الإلحاحُ عليَّ من الخاصة والعامة فوجب البيان لئلا ينخدع به غافل أو يغتر به جاهل.
فأقول:
من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا سالم القحطاني، قطري الجنسية، خريج جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية/كلية الشريعة عام 2007م عملتُ إماماً فخطيباً فمفتياً فرئيساً للإفتاء لمدةٍ تربو على عشر سنين في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ومشتغل بتعليم العلوم الشرعية واللغة العربية، وأكتفي بهذا.
ما سأذكره ليس فيه "حدثني" ولا "أخبرني"، وإنما هي قصةٌ عشتُ تفاصيلها، وحقائق وقفت عليها بنفسي، فمن شاء فليصدق ومن شاء فليُكذب، ليس إقناعك مهمتي ولا همّي، ويكفيني أنّ الله عز وجل مطلعٌ على السرائر وهو علّام الغيوب، وأنْ أبرئ ذمتي أمامه سبحانه وتعالى.
هذا الشخص جاء إلى قطر مؤخراً بشفاعة من عربي نصراني معروف، ودرسَ عندي اللغة وعلوم التراث لمدة أربع سنوات، وذلك من٢٠١٧م إلى عام ٢٠٢١م.
ثم تبيّن لي بعد مدة طويلة من المخالطة والمعاشرة والتثبت والاستفصال والتحري والسؤال والتأمل والبحث واستفراغ الوسع وبذل الجهد والسفر والنظر والفِكر -وأقولها والقلبُ يعتصر ألماً من هذه الحقيقة المؤلمة الصادمة لكل مؤمن ومؤمنة- أنّ هذا الرجل لا يؤمن بالإسلام ديناً ولا بالقرآن كتاباً ملزِماً ولا بمحمد ﷺ رسولاً مطاعاً، وأنا أعلم أنّ هذا كلامٌ خطيرٌ ودعوى عريضة، لذلك لا يكفي فيها الإجمال بل لا بد من التفصيل وبيان مذهبه بالتحديد ما هو؟ ثم بعد ذلك أترك تنزيل الأحكام والأوصاف لأهل العلم ليحكموا ببرهان، ومن شمَّ رائحة الشريعة جزمَ بضلال هذا الرجل وعظيم خطره على المسلمين.
[عقيدته]
· يذهب هذا الرجل مذهب "فلاسفة التخييل" الذين يرون أن الآخرة ماهي إلا رمزٌ مجازي لتخويف الناس، ولا حقيقة لها في الواقع، فليس ثمتَ نارٌ حقيقة ولا جنةٌ حقيقية.
· ويذهب مذهبَ "الإنسانوية" التي تقول بأنّ مطلق الإنسان ناجٍ في الآخرة ولا يلزمه توحيد ولا عبادة ولا ديانة أصلاً، بل يكفي ألا يضرَ أحداً، وهذا كما ترى يناقض مذهبه المتقدم، والتناقض عموماً كثيرٌ عنده، ولكن على كل حال هذا هو دينه.
· ويذهب مذهب "التاريخانية" فيرى أنّ القرآن نصٌ تاريخيٌ أدبيٌ لغويٌ نزل للعرب وذهب زمنه بذهاب أهله، ولسنا ملزمين الآن باتباعه ولا العمل به، فهو أشبه ما يكون عنده بالشعر الجاهلي الذي نتذوقه ونستفيد منه، ولا بأس أن نستخرج منه العِبر واللطائف التي تساعدنا على فهم الحياة والتعامل مع الناس، أمّا أن يكون القرآن وحياً ملزماً للناس يجب أن يعملوا به أبدَ الآبدين فلا.
· وقد سألني غير واحد: هل هو ملحد؟! فأقول: لا يظهر لي ذلك، بل الظاهر لي من كلامه لي في أكثر من مناسبة أنه يثبت وجود خالق، ولكن تصوره عن هذا الخالق يختلف تماماً عن تصور المسلمين، ولأنّ هذه المسألة حساسة، فلا بد من توضيحها بمثالين:
الأول: يعتقد المسلمون أن الله عزّ وجل هو الملك، فيرحم من يشاء بفضله ويعذب من يشاء بعدله، وتعذيبه ورحمته كلها مقتضى حكمته سبحانه، بينما يرى هو أن الربّ الذي يُعذب عبده المسكين الذي ترك الصلاة مثلاً بسبب أنه مشغول بالشهوة والمتعة فهذا "ليس رباً" والجملة الأخيرة نقلتها لك بالحرف وليس بالمعنى.
المثال الثاني: يعظم المسلمون خالقهم تعظيماً شديداً ولا سيما في كلامهم عنه سبحانه
وأما هو فمن يتأمل في طريقة كلامه عن رب العالمين -سواءً في مجالسه الخاصة أم في تغريداته - فسيجد سوء الأدب والوقاحة والجرأة ظاهرةً جداً، فكأنما يتحدث عن رجل في الشارع - تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً- وأمّا الأمثلة على ذلك مما سمعته منه بلسانه فأنزه الله عز وجل عن ذكرها ثم أنزه أبصاركم من أن أوردها هنا، عامله الله بعدله.
[موقفه من النبي صلى الله عليه وسلم]
وكذلك الحال مع النبي ﷺ، فهو سيء الأدب معه، فمثلاً يرى أنه ﷺ أحياناً يخرج منه الكلام"مخرج الطَفَش" وهذا نص عبارته، فيرى أن الصحابة يزعجونه ﷺ بالسؤال والمناقشة فيغضب عليهم، ويجيبهم بجواب كي يتخلص منهم فحسب، لا أنه وحي من السماء، ويمثل هو على ذلك بمسألتين وهما:
حديث (أنتم أعلم بأمور دنياكم) فيقول هذا خرج "مخرج الطفش والضجر"، وكذلك سؤالات عائشة للنبي ﷺ فهو يجيبها ليس على أنه وحي وإنما ليتخلص من إلحاحها في السؤال، وهذا -كما ترى- تكذيبٌ لقوله تعالى {وما ينطقُ عن الهوى} والطفش والضجر من جنس الهوى، وقد قال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه:" كُنْتُ أَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ أَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرِيدُ حِفْظَهُ فَنَهَتْنِي قُرَيْشٌ فَقَالُوا إِنَّكَ تَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ تَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَشَرٌ يَتَكَلَّمُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا فَأَمْسَكْتُ عَنْ الْكِتَابِ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "اكْتُبْ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا خَرَجَ مِنِّي إِلَّا حَقٌّ" ( أخرجه أحمد).
[موقفه من الصحابة]
وأما موقفه من الصحابة الكرام، فهو ممن يسب آل البيت ويشتم معاوية رضي الله عنه وهذا من"التخبيص" كما ترى، وبغضه لآل البيت الشديد أخذه من شيخه الضال الذي سأشير إليه لاحقاً إن شاء الله، حيث يذهب شيخه هذا أنّ فاطمة ليست بنتَ النبي ﷺ وإنما هي متبناة، وغرضه من هذا هدم فكرة آل البيت رأساً، وأنه لا وجود لخرافة اسمها: "آل البيت"، وعلى فرض أن فاطمة رضي الله عنها بنته فإنّ آل الرجل لا يكونون من بنته وإنما من ولده الذكر، وليس له ذرية وسلالة من الذكور عليه الصلاة والسلام، وهذا الأخير ليس رأي شيخه فحسب بل يتبناه هذا الشقي أيضاً وقد سمعته منه بأذني.
وكذلك له كلامٌ قبيحٌ في التعريض بالصحابة رضي الله عنهم، مثل كلامه السيء في خالد بن الوليد رضي الله عنه وقصته مع مالك بن نويرة رحمه الله.
[موقفه من الصلاة]
وأما الصلاة فيرى أنها ليست واجبةً، وأنّ الله عز وجل غنيٌ عن تعذيب العباد لتركهم الصلاة، ومع أنه يصلي "أمام الناس" لكنه يقول إنّ الغرض من الصلاة هو إسعاد الإنسان وشعوره بالراحة النفسية، لا أقل ولا أكثر، وأما موقفه من صلاة الجمعة فهو مذهب يضحك منه الحمقى والجهال قبلَ غيرهم، إذ يقول: إنّ صلاة الجمعة كان الغرض منها سياسياً في العهد النبوي، وأما الجمعةُ الآنَ فقد تحولتْ إلى مسرحية وتمثيلية يخدع بها الخطباء الناس، ولا حاجة إليها، وهذا كلام لا يخفى على من درس كتاباً فقهياً واحداً أنّ جحْد وجوب صلاة واحدة كفرٌ مستقلٌ مخرجٌ من الملة، مجمعٌ عليه بين فقهاء المسلمين الذين يبغضهم هو – بالمناسبة – ويرى أنهم سبب التضييق على الأمة، وهذه أيضاً أخذها من شيخه كما سيأتي إن شاء الله، وعلى كلٍ فهذه عندي تهون مع ما تقدم وما سيأتي.
[موقفه الفكري]
له ضلالات فكرية كثيرة أكتفي منها بما يلي:
· هذا الإنسان متعاطفٌ جداً مع اليهود واليهودية، قديماً وحديثاً، أعني سواء اليهود في التراث أم اليهود المعاصرون الآن في فلسطين المحتلة، ويصرح أنّ الأحقية في الأرض لليهود، وأنّ الدولة أصبحت دولتهم، وأنّ الواجب على الفلسطينيين أن يعيشوا معهم بسلام ويتركوا محاربتهم، ويسخرُ من المرابطين والمرابطات ومن قلة حيلتهم أمام العدو وضعف إمكانياتهم.
وهذا الذي جعل بعض الشباب يسألني ويقول: هل هذا الإنسان من يهود اليمن؟
فأقول: ليس عندي أدلة قاطعة على ذلك، على أنه يشترك مع اليهود في كثيرٍ من الصفات المعروفة عنهم، من خبث المعتقد وفساد الخُلق والبخل واستحلال الكذب للمصلحة الذاتية واحتقار ذات المرأة وأنها خُلقتْ للشهوة فقط لا للعبادة ولا لغيرها.
وقد أوقفني بعض الإخوة على حسابٍ في "الفيس بوك" لرجلٍ من "يهود اليمن" أسلمَ لاحقاً، يتطابق اسمه الأول والأوسط والأخير مع هذا الشقي، والله أعلم بحقيقة الحال، فإنّ هذا الزمان العجيب الذي نعيش فيه أصبح الإنسانُ لا يستبعد أيّ شيء مهما بدا لنا مستحيلاً.
· ثم هو عروبيٌ قوميٌ عنصريٌ بغيضٌ متعصبٌ إلى النخاع لذات العرب، ويحتقر العجم -ولو كانوا مسلمين- احتقاراً شديداً، ويرى أنّ عزّ العرب إنما هو بالرجوع إلى عروبتهم لا إلى دينهم، وأنّ سبب تخلف العرب الآن بين الأمم هو بعدهم عن عروبتهم لا عن دينهم، والدين عنده ما هو إلا موروث ثقافي، مثله مثل الأطعمة والأشربة والألبسة، وهذه "القومية" البغيضة التي عنده لا تخفى على من جلس معه جلسة أو جلستين ناهيك عمن جالسه سنين عدداً، وتغريداته أيضاً تنضحُ بهذا وإنْ كان يخرجها بمخارج شتى ليخدع بها الناس ويخفف من وطأتها عليهم.
[فساده الخلقي]
لا يكاد يسلمُ أحدٌ من الزلل والغلط في هذا الباب، ولكنّ المسلم إذا وقع في شيءٍ من هذه القاذورات فإنه يستتر بستر الله ثم لا يستحلها ولا يشرعنها.
أما هذا الشقي فإنه يستحل الفواحش والمحرمات والعلاقات، وهذا أمرٌ منطقي ونتيجةٌ مفهومةٌ بعدَ فساد المعتقد، فمن فسدتْ عقيدته فسدتْ أخلاقه غالباً، وقبلَ أن يأتي أحدٌ ويرميني بالتزمت والتنطع فأنا هنا لست أعني مجرد التواصل بين الجنسين ولا حتى اللقاء والمزح والضحك بل أعني ما وراء ذلك مما هو مجمعٌ على تحريمه عند المسلمين، والخطورة في شأن هذا الإنسان أنه متخصصٌ في هتك العفيفات والمتدينات، فيدخل عليهنَّ باسم الدين والعلم والأدب حتى يوقعهن في شِراكه، فإذا قضى حاجته منها تركها مكسورةً وذهبَ إلى غيرها، وهذا فعله مع بنات كثيرات للأسف الشديد، ودمّر حياةَ بعضهنّ، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولو أنه وقف هنا لهان الأمر، لكنه – عامله الله بعدله- كان يوثق كثيراً من جرائمه مع النساء بالصوت والصورة ويحتفظ بها في أجهزته، وأمّا الغرض من ذلك: فهل هو الابتزازُ أم المتعةُ فقط؟ لا أدري.
[وطنياً وأمنياً]
مِن الناس من لا يهمه دينٌ ولا خلقٌ ولا فكرٌ، وهؤلاء إذا قلتَ لهم إنّ فلاناً هذا يسب رب العالمين ويشتم الرسول صلى الله عليه وسلم: سيقولون لك بدمٍ باردٍ "هداه الله وغفر له" ثمّ يمضون كأنّ الأمر لا يعنيهم، لكن إذا قلتَ لهم إنه يشتم القيادة والحكومة: انتفضوا وأرعدوا وأزبدوا.
هذا الإنسان قد جمع بين هذا وهذا، فهو على فساده العقدي والفكري والخلقي= يشتم دول الخليج حكاماً ومحكومين شتماً قبيحاً، وأنا هنا لا أتحدث عن النقد المنصف العاقل الناصح المشفق المحب للخير، وإنما أتحدث عن قذفٍ وشتمٍ ورمي بالفواحش والعهر والدياثة لحكام دول الخليج ونسائهم، والحقدُ والحسدُ ظاهرٌ على لسانه بسبب ما أنعم الله به على دول الخليج من نعمة الأمن والرخاء والمال، ولذلك هو ممنوعٌ الآن من دخول جميع دول الخليج وليس قطر فحسب،
وأما شتمه للقطريين والقطريات وطعنه في أعراض الناس فعنده أسهل من شرب الماء، وأُجل مسامعكم من إيرادها بألفاظها.
ولا يخفى على العاقل أنه لا يخلو بلدٌ مسلمٌ أو شعبٌ من معاصي وذنوب، وليس حديثي في هذا، وإنما حديثي أنّ هذا المذكور يرى أنّ هذه هي السِمة الغالبة والحالةُ الظاهرة الساحقة، فيرى أن رجال الخليج ونسائهم مشهورون بالفساد والفجور.
[انتشار أمره، وتدخّل الجهات الحكومية]
ثم جاءت الطامة الأخرى وهي أنه كان يستغل وظيفته في الجامعة لإقامة علاقات محرمة مع طالبات، ويُوثق ذلك بجواله، فانتشر أمره بين الناس وتدخلت الجهاتُ الحكوميةُ - مشكورةً- وقُبض عليه إثر عدة جرائم أخلاقية، ففُصل من الجامعة وسُجن قرابة ثلاثة أسابيع ثم طُرد من قطر إلى مصر في سبتمبر 2021م.
[شكرٌ خاصٌ]
وهنا لا يفوتني أن أشكر جميع الجهات الحكومية التي كان لها يدٌ في إيقافه وإخراجه، كما لا يفوتني أن أشكرَ الجامعة التي تفاعلت مع الأمر وسلكت المسالك القانونية لكفّ المسلمين شرّ هذا المجرم، وأشكر كذلك جميع الإخوة الفضلاء من الدكاترة والمشايخ والضباط وغيرهم الذين انتفضوا حميةً لدين الله وللأعراض والأخلاق، فجزاهم الله خيرَ الجزاء وكتبَ أجرهم.
هذه هي القصة مع اختصارٍ شديدٍ وحذفٍ كثيرٍ مما لا يليق ذكره.
[أسئلةٌ متوقعةٌ]
بعد هذا السرد، ستقفز إلى أذهان القراء مجموعةٌ من الأسئلة المنطقية، فمنها مثلاً:
1/هل هناك أدلة على هذه القصة؟
أقول:
أولاً: نعم هناك أدلة كثيرة متنوعة، ما بين فيديو وصور ومحادثات وتسجيلات ووثائق رسمية وشهود عيان عدول.
ثانياً: هذه الأدلة ذهبتْ إلى أهل الشأن والاختصاص، وبناءً عليها اتخذت الأجهزة الأمنية إجراءاتها.
ثالثاً: منصات التواصل ليست مكاناً صحيحاً ولا مناسباً لعرض الأدلة على كل من هب ودب، فلسنا في قاعة محكمة ولا مركز شرطة.
رابعاً: عرضُ هذه الأدلة على الدهماء بعضه ممنوعٌ شرعاً، وبعضه ممنوع قانوناً.
خامساً: "بعض" وليس "كل" من يسأل عن هذه الأدلة ليس همه معرفةَ الحقيقة ولا التثبت، وإنما يقتله الفضول والبحث عن شؤون الناس، وأمّا أولئك الذين يتحرقون لمعرفة الأدلة فأقول لهم: بلادنا مفتوحة، فتفضلوا بزيارة الجهات المختصة وطلبِ الأدلة منهم.
سادساً: أكرر ما قلته في أول كلامي لستُ والله حريصاً على إقناع هذا أو ذاك، ولولا الضجة الأخيرة وكثرة إلحاح الفضلاء داخل قطر وخارجها لَما كتبتُ سواداً على بياض.
2/كل الكلام الذي قلتَه عنه يخالف تغريداته، فهو في تغريدته يعظم القرآن والنبي صلى الله عليه وسلم، فكيف هذا؟
أقول:
أولاً: هذا الأمر نفسه هو الذي جعلني أُحسن الظن به سنين، وهذا الأمر هو الذي جعلني أفتح له بيتي ومسجدي لتعليمه المتون التراثية، لكن غاب عن ذهني كما غاب عن أذهان كثير من الناس أنّ هذا هو النفاق الحقيقي في أوضح صوره عياذاً بالله، وغابَ عن ذهني أيضاً أنّ بعض المنافقين كان يصلي مع الصحابة في المسجد خلف النبي صلى الله عليه وسلم ضمنَ الصفوف الأولى، ويشارك في الغزوات والجهاد، وهو في الدرك الأسفل من النار.
وأنا في الحقيقة إلى يومي هذا لا أدري كيف يستطيع إنسانٌ أن يُتقن هذا الدور من التمثيل والتصنع والكذب والنفاق وإظهار خلاف ما يعتقد طوال سنين، فهو لا شك أمرٌ مرهقٌ نفسياً، لكنّ الرجل مردَ على هذا، وله غاية يريد أن يصل إليها، فلا بأس من تحمل المشاق.
قد ذكرت لكم سابقاً أنّ هذا الخبيث متخصص في هتك العفيفات، وأنّ البنات المتفسخات المتبرجات الفاسقات لا يجذبنه ولا يغرينه كما صرح هو بلسانه وببنانه، ومن أعظم الوسائل التي يجذب بها المتدينات والمثقفات= "العلم والأدب والشعر".
بعض المسلمين المغفلين لا يتخيل أن يكون الإنسان زنديقاً ثم هو يغرد عن القرآن والعربية والأدب، وما علمَ أن العلم له شهوة ولذة ومتعة ذاتية، وأنّ إبليس من أعلم العلماء، وأنّ العلم بلا عمل لا خير فيه، وأنّ بعض المستشرقين سلخ من عمره سنين لدراسة القرآن والسنة ومطولات الكتب وهو كافرٌ بها كلها، فكانَ ماذا؟!
ثانياً: هذا الرجلُ له طريقة خبيثة في خداع الناس لا ينتبه لها إلا من خالطه وعرفه، وذلك أنّه يتربص حتى يرى ماذا ينتشر عنه من كلامٍ سيءٍ، فإذا بلغه الكلام لم ينكره، بل سارعَ إلى تويتر لكتابة تغريدات تناقض ما اشتُهر عنه، وأضرب على ذلك مثالين:
· شاع عنه في قطر أنه يحب اليهود ويشتم المقاومة، فبادر دون مقدمات ولا مناسبة وكتب تغريدات يشتم فيها اليهود ويمدح أهل غزة.
· شاعَ عنه أنه لا يعبأ بشأن المسلمين ولا يهمه أمرهم -وهذا صحيحٌ أيضاً عنه- فبادرَ إلى تويتر وكتب دون مقدمات أو مناسبة أنه لم يكن يعلم عن جرائم النظام السوري في حق الشعب السوري، وأنه تفاجأ المسكين بما يحصل هناك من ظلم، وسببُ عدم معرفته بالحرب السورية هو أنه كان منغمساً ومشغولاً بالعلم طوال هذه السنوات! وتستطيع أن تصل إلى تغريداته هذه وتقرأ سخرية الناس منه، فهو كلام لا ينطلي إلا على أحمق مثله.
3/كيف سكتَّ عنه أربع سنوات؟ ورضيتَ أن يدرس عندك كل هذه المدة، وهو يقول بهذه الأقوال المخالفة للإسلام؟
أولاً: هذه الأمور لم تصدر منه في جلسة واحدة، وإنما مع مرّ الأيام والليالي، وهذا أمرٌ بدهي.
ثانياً: كنت في أول أمري أحسن الظن به وأتأول له وألتمس له المخارج، وأحملُ كلامه على أحسن المحامل، وما كان يخطر ببالي طرفة عين أن يكون بهذا الخبث والمكر وإتقان صنعة التمثيل، حتى وصلتُ إلى مرحلةٍ صارَ حالي فيها كما قيل:
ولو كان سهماً واحداً لاتّقيته
ولكنه سهمٌ وثانٍ وثالثُ
ووصلت إلى قناعةٍ بأن حسن الظن فيه من السذاجة والبلاهة والغفلة التي لا يحبها الله تعالى للمؤمن الحصيف.
ثالثاً: يأتيني لحضور دروسي أنواع وأصناف من الطلاب، وليس من منهجي أنْ أردَّ أحداً أراد التعلم، فطريقتي هي التلطف مع الطالب مهما كان ضلاله لعل الله يهديه ويصلحه، بل لا مانع عندي من تعليم نصراني العربية ونحوها، وهذا يوضحه الوجه الرابع الآتي.
رابعاً: أنه لم يكن يدعو إلى ضلاله، وكنتُ أراه يَدْرُس أيضاً اللغة والشعر عند بعض شيوخنا، ففرحتُ لذلك، وقلت لعل الله يهديه، وعلى ذكر شيخي هذا فقد جاءه شبابٌ – لا أعرفهم ولا يعفرفونني- وحذروه من هذا الشاب وقالوا له هو يسب الصحابة وينافق أمامك، لكن الشيخ – من نقاء قلبه- لم يصدقهم ورفض طرده من درسه، ليقضي الله أمراً كان مفعولاً.
خامساً: معظمُ ضلالته العقدية والفكرية الخطيرة لم أتيقن منها إلا مؤخراً، وأما انحرافاته الخلقية فهي آخر ما علمت به عنه، وهي التي أودتْ به وكانت سبباً في إخراجه من قطر.
سادساً: من يعرفني يعرف أني من أبعد الناس عن الجدال والخوض في الفتن والأشخاص، وكنت أرى أنَّ التحذير الذي حصل منه فيه كفاية، وأما من قصدني سائلاً عن حاله فإني أجيبه ولا أكتمه العلم، وليس همي ملاحقة الناس هنا وهناك للتحذير منه، وقد رأيت بعض الفضلاء ما زال مغتراً به ويمدحه في "تويتر" فعذرته بجهله وسكتُّ، وما تكلمتُ حتى يكون هو الذي يسألني عنه، وهذا حصل لي كثيراً مع قطريين وغيرهم.
سابعاً: من أسباب سكوتي أيضاً أنّ الصدمة كانت شديدةً وعظيمة، وقد علمتُ أنّ الناس لن تصدق تلك الحقيقة لعظمها وشناعتها وأنه محترفٌ جداً في إظهار خلاف ما يبطن على مدى سنين، فهو حقاً ممن مردوا على النفاق -عياذاً بالله- ثم إنّ التثبت من ضلاله أخذ مني زمناً غيرَ يسير.
4/ إذا كانت كلُ هذه الطوام ثابتةً عليه -كما تقول- فكيف اكتفت الحكومة بطرده ولم يُحاكم ويُشهر به؟
أولاً: هذا السؤال ليس من اختصاصي ولا شأني، هذا أمرٌ يرجع إلى السياسية القطرية وبيد ولاة الأمر -وفقهم الله- فليُوجهْ هذا السؤال إلى أهل الاختصاص والشأن من القانونيين وغيرهم.
ثانياً: من عاش في قطر أو قرأ "السياسة القطرية" يعرف أن هذا ليس جديداً ولا غريباً، فالمسؤولون لهم نظرتهم، ويطّلعون على أمورٍ لا نعرفها نحن ولا ندركها، وقد حصل هذا مع كثير من الملاحدة والمتحرشين عندنا، فكلنا نعرف قصة الملحد المصري "أحمد سامي" الذي كانت له قناة في اليوتيوب يدعو فيها عياناً جهاراً إلى الإلحاد، فتدخلت الحكومة – مشكورةً- وسجنته وطردته -ولم يُحاكم- مع أنّ الجرم ثابت عليه بالصوت والصورة، وكذلك حصل مع الطبيب المتحرش السوري الذي طُرد مؤخراً، ودكتور آخر مغربي متحرش طرُد قبل سنوات من الجامعة، والقائمة تطول، فالقصد أنّ هذا ليس نشازاً عن نهج السياسية القطرية.
5/ماذا حصل بعد طرده من قطر؟
هو الآن في القاهرة، وبدأ رحلةً جديدة في النفاق والتمثيل وخداع الناس، بدأ من الصفر، وأخذ يعيد نفس الخطوات التي سلكها في قطر، يحاول الالتصاق بالمشاهير والمشايخ ووجهاء البلد لتحسين صورته، ويتصلّ على هذا وذاك ويبكي عندهم ويحلف أيماناً مغلظة على القرآن بأنه مظلوم، وهو -بالمناسبة- يستحل الحلفَ على المصحف كذباً، وله فلسفة خاصة في مفهوم الكذب.
والمؤمن غرٌ كريم، وهذا المجرم يعرف مدى تعظيم المسلمين لربهم وللقرآن، فتخيل أنه يجثو عند قدميك ويبكي بحرقة ويضع يده على المصحف ويحلف أيماناً مغلظة ثم يختمها بجملته المحببة إليه "لعنني الله إنْ كنتُ كاذباً" ألن تصدقه؟
وبهذه الطريقة خدعَ كثيراً من الفضلاء داخلَ قطر وخارجها، حتى إنّ بعض الإخوة حاولَ أن يشفع له وُيخرجه من السجن لكنه انسحب حين أوقفتْهُ الجهاتُ الأمنية على القضية بالأدلة.
وأنا في الحقيقة أعذر من صدّقه وسحب نفسَه من القصة ولم ينحزْ له ولا لغيره، ولكن عجبي لا ينقضي من أناسٍ سمعوا منه فقط، ويرفضون أن يسمعوا إلى الطرف الآخر كلمةً واحدةً! ونصبوا أنفسهم للدفاع عنه هنا وهناك، وأخذوا يرددون أقواله وكذباته في الأعراض، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والشكوى لله وحده، والمحزن أن يصدر هذا من أناسٍ محسوبين على الثقافة والعلم.
6/لماذا يحذر منه الناس ويبالغون في ذلك، وهو لم يُقدم نفسه شيخاً ولا طالب علم؟
أولاً: هذا الكلام يكرره هو كثيراً وهو من كذبه السخيف، فهو لا شك طالب علم، ولا يُشترط أن يقدم نفسه كذلك، فهو محسوب عليهم شاء أم أبى، كونه ضالاً أو مهتدياً هذه قضية أخرى، وكونه عاراً على طلبة العلم – الذين لا يحبهم كما يقول هو في أكثر من تغريدة- قضية أخرى أيضاً.
ثانياً: من تقحّم تفسير القرآن -ولو كان بأسلوب لغوي- أليس أقل ما يُقال عنه بأنه طالب علم؟ أم يسوغ للعوام أنْ يفسروا القرآن أيضاً؟
ثالثاً: كي يكون الإنسان طالب علم لا يشترط أن يكون ذا لحية طويلة وثوب قصير.
7/ولماذا شهر به الناس ولم يستروا عليه؟!
أولاً: تكتظ الأرض بالفساق والملاحدة على مرّ العصور، وليس هو بأول ضال ولا آخرهم ولا أشدهم، وقد كان بعض الحمقى يقول "تركتم اليهود والنصارى والملاحدة وتسلطتم على هذا المسكين" فأقول باختصار: اليهود والنصارى والملاحدة لم يدّعوا الإسلام ولم يفسروا لشبابنا القرآن ولم يستعملوا العلم الشرعي والأدب واللغة لاصطياد الطالبات والبنات، وعدوٌ واضحٌ مكاشفٌ أهونُ من عدوٍ مستخفٍ بالليل والنهار، ولذلك كان النفاق أشدَّ من الكفر، فلو أنه ترك العلم لأهله أو اشتغل به لنفسه ولذته الذاتية ولم ينتصب للناس واعظاً ومعلماً ولم يتسلط على العفيفات هتكاً وإجراماً= لتركه الناس وشأنه، ولم يهمهم حينها أن يعبد شجراً أو بقراً، فجهنم واسعة تسع الجميع، وتقول هل من مزيد؟
ثانياً: نصوصُ أهل العلم صريحةٌ وواضحةٌ في وجوب الستر على "المسلم" إذا وقع في الذنب، وكلنا ذاك الرجل الذي لا يسلم من الذنوب والمعاصي، فإذا أذنب المسلم مقراً معترفاً منكسراً ولم يستحل المعصية ولم يجاهر بها فالواجب هو الستر عليه، وأما من يفعل المعصية مستحلاً لها مفتخراً بها، حاثاً عليها، مشرعناً لها فإنه لا يُستر ولا كرامة، والتحذير العلني منه واجبٌ ليرتدع ويحذره الناس، وهذا من واضحاتِ الشريعة، وإليك بعضَ نصوص أهل العلم في هذا، وهذه النصوص أسردها للقارئ الكريم ولا أخاطب بها ذاك المخذولَ لأنه لا يُؤمن بخرافةٍ اسمها: "فقه" أو "فقهاء" أو "شريعة":
رُوي في الحديث أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"أترعون عن ذكر الفاجر؟! اذكروه بما فيه كي يعرفه الناس ويحذره الناس". رواه الطبراني وفي سنده كلام، لكنه صحيح المعنى عند أهل العلم.
قال النووي: "وأما المعروف بذلك (أي: الأذى والفساد) فيُستحب أن لا يُستر عليه، بل تُرفع قضيته إلى ولي الأمر، إن لم يخف من ذلك مفسدة، لأنّ الستر على هذا يُطمعه في الإيذاء والفساد، وانتهاك المحرمات، وجسارة غيره على مثل فعله"
وَقَدْ احْتَجَّ الْبُخَارِيُّ عَلَى غِيبَةِ أَهْلِ الْفَسَادِ وَأَهْلِ الرِّيَبِ بِقَوْلِهِ – عليه الصلاة والسلام - فِي عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنٍ لَمَّا اسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ: "بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ"
وَقَالَ أَنَسٌ وَالْحَسَنُ: مَنْ أَلْقَى جِلْبَابَ الْحَيَاءِ فَلَا غِيبَةَ فِيهِ.
قال مالك:
"من لم يُعْرَفْ منه أذى للناس، وإنَّما كانت منه زلَّةٌ، فلا بأس أنْ يُشفع له، ما لم يبلغ الإمام، وأمَّا من عُرِفَ بشرٍّ أو فسادٍ، فلا أحبُّ أنْ يشفعَ له أحدٌ، ولكن يترك حتى يُقام عليه الحدُّ"
قال أبو محمد ابن حزم في المحلى:
"وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ بِإِبَاحَةِ السَّتْرِ عَلَى مُسْلِمٍ فِي ظُلْمٍ ظَلَمَهِ مُسْلِمًا كَمَنْ أَخَذَ مَالَ مُسْلِمٍ بِحِرَابَةٍ وَاطَّلَعَ عَلَيْهِ إنْسَانٌ، أَوْ غَصَبَهُ امْرَأَتَهُ، أَوْ سَرَقَ حُرًّا، وَمَا أَشْبَهَهُ، فَهَذَا فَرْضٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَقُومَ بِهِ حَتَّى يَرُدَّ الظُّلَامَاتِ إلَى أَهْلِهَا". انتهى.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: فالستر قد يكون مأموراً به محموداً، وقد يكون حراماً، فإذا رأينا شخصاً على معصية، وهو رجلٌ شرير منهمك في المعاصي، لا يزيده الستر إلا طغياناً، فإنّا لا نستره، بل نبلغ عنه حتى يُردع ردعاً يحصل به المقصود. انتهى
وفي الموسوعة الفقهية الكويتية:
"وَمِنَ الْمُقَرَّرِ شَرْعًا: أَنَّ السَّتْرَ عَلَى الْمُسْلِمِ وَاجِبٌ لِمَنْ لَيْسَ مَعْرُوفًا بِالأْذَى وَالْفَسَادِ".
وفي هذا القدر كفاية.
8/لعله تاب وأناب؟
نرجو التوبة والهداية للجميع، فإن كان قد تاب فليُبين ذلك علناً لأن التوبة السرية في هذا المقام لا تنفعه شرعاً، فمن أعلن فسقه فليُعلن توبته، كما قال تعالى {إلا الذين تابوا وأصلحوا وبيّنوا} فليكتب تغريدةً واحدةً يعلن فيها توبته وندمه على طعنه في الإسلام والمسلمين، وأنا أمسح هذه المقالة.
9/هل بينك وبين الرجل عداوة شخصية؟!
الحقيقةُ أنّ هذا السؤال يضحكني كثيراً، لأن كل من يعرفني ويعرفه، يعرف مدى قوة العلاقة التي كانت بيننا، وقد مدحني هو في حسابه مراراً وفي مناسبات كثيرة شعراً ونثراً – أغناني الله عن مديحه- وليس بيني وبينه خصومة في درهم ولا دينار، وبيننا من المواقف الإنسانية المشتركة ما هو كثير.
المشكلة عند كثير من الناس خصوصاً في زمن غلبة الحياة المادية أنّه لا يتصور أن يُعاديَ مسلمٌ شخصاً لله في الله، لا يتصور هذا ولا يتخيله، لأنه لم يخض هذه التجربة في حياته قط، ولذلك لا يتصورها، فإذا رأى شخصاً عادى شخصاً بشدة= ظنّ بل جزم مباشرةً أنّ هذا بسبب دينار أو درهم أو جاهٍ أو شيء من حطام الدنيا.
وأحب هنا أن أقول: إنّ من تكلم فيّ واتهمني ظلماً أو اتّهم غيري بأنّ الغرض من هذا كله هو الدنيا فإني أشهدكم أني قد عفوتُ عنه وغفرت له وأعذره لجهله، وإنْ كان تكلم عن علمٍ وقصد وكيدٍ وافتراء فالله ربي وربه، وعند الله تجتمع الخصوم.
10/كيف خرج لنا من وسط البيئة العلمية شخصٌ بمثل انحطاط هذا الرجل؟ ومن الذي صنعه؟
هناك أسباب كثيرة يطول شرحها ذكرها الإخوة الذين عرفوه وخبروه في الرياض قبل قدومه إلينا، لكن أبرز سبب فيما أراه هو شيخه الدجال ع.ف، الذي يتغنى هو بمدحه شعراً ونثراً عبر حسابه في عشرات التغريدات، ولا يذكره إلا بلقب "العلامة"، وقد صدّع رؤوسنا في المجالس بالحديث عن مناقب شيخه هذا وترجمته ومآثره.
شيخه هذا لا أريد الإطالة في الكلام عنه لأنه مغمور ولا يبالي به أحدٌ، ولكنْ حسبكم أنْ تسألوا عنه الناس في مدينة "الرياض"، فأهل مكة أدرى بشعابها، لكن الذي تيقنت منه أن هذا الشيخ هو الذي صنعَ لنا هذا الشاب الطائش المشوّه، وهو كبيره الذي علمه الكِبْر والضلال، ومن أقوال شيخه هذا:
· سب آل البيت رضي الله عنهم.
· يقول عن أبي هريرة بأنه من أكذب الناس عياذاً بالله، وكذلك يصف البخاري بأنه من أكذب الناس.
· يرى أنّ المسجد الأقصى الذي أُسري إليه النبي صلى الله عليه وسلم ليس في القدس، بل هو في المدينة المنورة، وحمله على هذا بغضه لأهل فلسطين، كما يرى أنّ المعراج خرافةٌ.
· يرى أنّ فاطمة رضي الله عنها ليست بنت النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هي متبناة.
· عندي كتابٌ له أمدني به بعضُ الفضلاء ألّفه هذا "الشيخ" للدفاع عن رجلٍ قامت عليه الدنيا بسبب تغريدات سيئة نال فيها من مقام النبي صلى الله عليه وسلم، فغضب المسلمون من ذلك غضباً شديداً وطالبوا بمحاكمته وتحول الأمر إلى حدث عالمي تدخلت فيه دول شرقية وغربية، فانتدبَ هذا "العلامةُ" نفسَه للدفاع عنه مستميتاً في مصنف مستقل، ومدحَ هذا "الشيء" المتطاول على مقام النبوة، وسخرَ فيها من المسلمين الغاضبين، وطعنَ في أئمة الإسلام كالإمام أحمد رحمه الله وغيره، ويرى أنه كان كاذباً مخادعاً، ودعا فيه إلى حرية الأديان المطلقة دخولاً وخروجاً، وأنكر حدّ الردة، وصبّ غضبه على الفقهاء وسخر منهم، والكلام عن مخازي هذا الكتاب يطول، والحمد لله الذي كبَته وكبتَ كتابَه.
الشاهد الآن من هذا:
تخيل الآن أنّ شاباً يمدح رجلاً مثل هذا ليلَ نهارَ ويتغنى بكلامه في حسابه ومجالسه الخاصة والعامة، وينصح الناس بكتبه، ويقتبس من كلامه، ويدافع عنه ويناصره، ويقرض القريض في مدحه وتعظيمه، ويرى أنه ليس في الأحياء أعلم منه ولا أفقه منه، هل ستشك طرفةَ عينٍ أن هذا الشاب على دينه ومذهبه في الجملة على الأقل، وهل يذبّ عن هذا من فيه مسكة عقل؟
لقد سألتُ هذا الشاب الطائش مراراً عن أسماء أعلام ومشاهير في الرياض من أهل العلم والفضل والديانة، فما عرفَ منهم أحداً -وهو كاذب في هذا- ولا رفع بهم رأساً، وصرّح مراراً أنه لا يرى أحداً فوقَ شيخه هذا الذي لا أدري في ساعتي هذه هل هو في كامل قواه العقلية أم لا؟!
ورحم الله الإمام الأوزاعي حين قال: "من خفيتْ علينا بدعتُه، لم تخفَ علينا إلْفَتُه"
11/لماذا لا يجهر هذا الشاب بأقواله ومعتقداته؟
الجواب عن هذا ظاهرٌ، لأنه سيخسر جمهوره وسمعته بين المسلمين ولن يقبله أحدٌ، ولن يتمكن من هتك المسلمات العفيفات المتدينات، والظروف الآن تجبره على أن يجامل الناس ويجاريهم في خرافاتهم، لأنّ عقولهم قاصرة عن إدراك "الحقيقة"، وقد قال هو مرةً قبل خروجه من قطر " لو كنتُ بين هندوس ورأيتهم يعبدون البقر لعبدته معهم" فهو الآن متورطٌ بالعيش بين المسلمين المغفلين ومضطرٌ لمسايرتهم، وتصريحه بمعتقداته سيفقده مكانته الاجتماعية بين الناس وسيفقده حرفياً كل شيء، ولن يجد حينها من يستقبله إلا اليهود في "فلسطين المحتلة".
12/هل ذكرتَ لنا القصة كاملةً، وأوردتَ جميع خبثه وخبائثه؟
الجواب: لا، ما ذكرته هو قليل من كثير، وذلك للأسباب الآتية:
أولاً: تركتُ ما قام به من أذية شخصية لي، وتسليطه لذبابه وكلابه عليّ، فمن الذُل أن يشتكي الإنسان للناس وما تعرّض له من ظلم وكذب، وقد أغناني الله عن الناس والشكوى لهم، وأرجو أن أكون كما قال أبو يوسف عليه السلام {إنما أشكو بثي وحزني إلى الله} ولا يضيع عند الله شيء.
ثانياً: أهملتُ ذكر بعض المصائب والخسائس التي أعلم يقيناً أني لو ذكرتُها بأدلتها فلن يصدقها أحدٌ لشناعتها، وسيظنون أنّي أبالغ وأصفي حسابات شخصية، وقد أُمرنا أن نحدث الناس بما يعقلون.
السؤال الأخير:
ماذا تتوقع أن يفعل هو بعدَ أن يقرأ مقالتك هذه؟!
ج/ حسب خبرتي به، أنه سيكتب تغريدات مطولة بكائية وسيضمنها أيماناً مغلظة أن كل هذا الكلام كذب في كذب، ولا أستبعد أن يُصور لكم "مقطع فيديو" ويضع يده على المصحف حالفاً باكياً أنه مظلوم، وأنّ هناك مؤامرة "كونية" تُحاك ضده.
وهنا نقطة مهمة أحب التنبيه عليها: ستجدون أنّ "كل" الحسابات التي تشتم وتفتري وتدافع عنه بشراسة تحت هذه المقالة= هي حسابات وهمية"ذباب إلكتروني"، كلها بلا استثاء ذباب، لن تجدوا حساباً قطرياً واحداً حقيقياً معروفاً يدافع عنه بعدَ أو قبلَ هذه المقالة ولو بالتلميح.
هذه الحسابات الوهمية التي أنشأها هو حديثاً: تكتبُ بنفس اللغة والأسلوب والشتم، وهو يحاول أن يبدو قطرياً فيكتب بلهجة مضحكة يعرف كل خليجي أنها ليس لهجتنا، ثم يستخدم أسماء عوائل قطرية معروفة ليوهم الناس أنّ أهل قطر يذبون عنه، وهذا -كما ترى- تخبطٌ ما بعده تخبط، وتلك حيلة العاجز المنكوب المخذول عافانا الله وإياكم.
وفي الختام:
نسأل الله العفو والعافية والمعافاة، ونعوذ بالله من الحور بعد الكور، ومن الضلال بعد الهدى، ونعوذ به سبحانه أن نكون شامتين، ونسأله سبحانه أن يديم علينا ستره ورحمته، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
اللهم استرنا وارحمنا وعافنا واعفُ عنا، وثبتنا على دينك حتى نلقاك.
تنبيه: لن أجيب على أي سؤال، وأطلب من إخواني في قطر وخارجها أن يعفوني من الكلام في هذا الموضوع، فزبدة ما عندي قد أودعته في هذه الورقات، هذه صفحةٌ متسخة طويتها منذ شهور للأبد، ولا أريد الخوض فيها مرةً أخرى إلا أن يشاءَ اللهُ، وأرجو أن يكون ذلك، ومن أحبَّ بعدَ هذا أن يستمرَّ في متابعته والترويج له أو أرادَ أن يزوّجه ابنته أو أخته فليفعلْ، فلستُ والله أبالي بعد هذا البيان، فالدنيا مكتظةٌ بالحمقى على مرّ التاريخ.
كتبه/ سالم بن محمد القحطاني
رئيس مكتب الفتوى سابقاً بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية- دولة قطر.
7- جمادى الآخرة-1443هــ
10-يناير-2022م
تويتر: @salemqq
جزاكم الله خيرا
ردحذفجملك الله بنوره في الدنيا والآخرة
ردحذفوَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ ...
ردحذفلا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم
ردحذفواضح انه يهودي لعنه الله
ردحذفلا حول ولا قوة الا بالله
ردحذفبح صوتي وانا احذر من عزمي بشارة. هو الذي أدخله قطر. وعزمي انطون بشارة لا يختلف عنه بشئ سوا أنه أفضل منه تمثيلا.
ردحذفاعوذ بالله منه نسأل الله العفو و العافية اللهم ألهمنا رشدك يارب
ردحذفطيب المقال كله يحذر منه ولم نعرف من هو؟؟
ردحذفقالوا انه المدعو سلطان مهيوب الكامل
حذفطيب هناك سؤال بسيط وهو : ماهو هدفه من كل ذلك ؟!!
ردحذفليس من المنطقي أن يقوم الإنسان بالتمثيل بهذا الشكل المناقض تماماً لمظهره كل هذا الوقت من دون أن يكون لديه هدف يريد الوصول إليه ..فالسؤال ما هو هدفه ؟!
ثم لماذا تخلو كل الإتهامات إليه من وقائع وأحداث معينة بشخوصها وأحداثها ومنطوقها أي في يوم كذا مثلا كنا نقول كذا فإذا يقول كذا وكذا كشواهد تعزز هذه الإتهامات ؟
وأيضاً مادام الرجل بلغ إلى هذا الحد من التهتك وطويت صفحته وغادر البلاد فلماذا لا تنشر ولو بعض من هذه البينات المسجلة عليه التي تثبت هذه التهم عليه ؟
ثم ما قصة اعتداءه على النساء المؤمنان العفيفات ؟ كيف اعتدى عليهن ؟ وكم عددهن وكيف استطاع الإيقاع بهن؟ ثم هل من المعقول أن تكون عقوبة الاعتداء على أعراض المؤمنات في قطر هو الإبعاد بعد فترة سجن لم تتجاوز الشهر ؟
هناك أمور كثيرة لا تبدو منطقية في هذه القصة ولكن أهمها هو هذا السؤال .. وهو ما الهدف ؟!!!
تسأل أسئلة سخيفة لا داعي لها.
حذفطيب
ردحذفوش استفاد الناس من هذا الكلام ؟
احذركم من شخص فعل وفعل وفعل ..
طيب من هو ؟
وش اسمه ؟
وإلا فلا فائدة من كلامك هذا كله.
سلطان مهيوب الكامل
حذف